فضل سورة يس السورة التي نزلت على نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-في مكة، و التي تتحدث عن قدرة الله-سبحانه وتعالى-في إحياء الموتى، و صبر الأنبياء على الضرر الذي لحق بهم، وعذاب الله-تعالى-للمشركين، و الثواب العظيم للمؤمنين في الدنيا والأخرة. و تضمنت السورة أيضاً دعوة للتفكر و التدبر في خلق الله، و النظام الدقيق للكون من شمس وقمر وليل ونهار، و فيها قسم الله-جل في علاه-بالقرآن الكريم؛ تأكيداً على عظمتها.
أحاديث عن فضل سورة يس
سورة يس هي السورة السادسة و الثلاثون ترتيباً في المصحف، وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية، و سبب تسميتها عائداً لكون السورة بدأت بها وهي من الحروف المقطعة؛ لبيان إعجاز القرآن الكريم بتحدي العرب (أهل البيان والفصاحة) أن يأتوا بمثله.
وورد الكثير من الأحاديث المنسوبة لرسول الله وصحابته عن فضائلها، لكن قيل إن هذه الأحاديث ضعيفة، و منها:
- عن أنس-رضي الله عنه-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس و من قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات”، و لهذا لقبت بقلب القرآن.
- عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة”، فمن قرأها طلبًا رضا الله غفر الله له.
- عن أم الدرداء، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “ما من ميت يُقرأ عليه سورة يس إلا هونّ الله عليه”، أي لو تم قرأتها على الميت لخففت عنه سكرات الموت؛ لاشتمال السورة على مواضيع التوحيد والبعث والتبشير بالجنة لمن مات على التوحيد، فتسهل خروج الروح، كما قال-تعالى-“قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ”
- قيل إن من فضل سورة يس عند قرأتها تفك الكرب، وتشعر بالأمن والطمأنينة، وتنزع الخوف والرهبة من القلوب.
- قول بعض من أهل العلم عن فضل سورة يس: “أن سورة يس لا تُقرأ عند أمر عسير إلا ويسره الله-تعالى-“
للمزيد عن: فضل سورة يس واسرارها
أسباب نزول سورة يس
نزل قول الله تعالى:” إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ” في بني سلمة الذين كانوا يسكنون في أطراف المدينة بعيدًا عن مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وشكوا إليه بُعد منازلهم عن المسجد، وطلبوا منه أن يرحلوا؛ ليسكنوا بالقرب من المسجد، فأمرهم رسول الله بالبقاء في ديارهم ولهم الأجر من الله-تعالى-فأنزل سبحانه وتعالى هذه الآية.
وورد فيها قول الله-تعالى-“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ “، ونزلت هذه الآيات في (أبي بن خلف) أحد زعماء قريش عندما جاء لرسول الله وفي يده عظام بالية، وسأل الرسول هل يحيي الله هذه العظام بعدما فنيت، فأجابه الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأنزل الله-تعالى-هاتين الآيتين.
وردت في سورة يس قصة الرجل الصالح المُلقب بمؤمن آل ياسين، وأصحاب القرية الذين أرسل لهم الله رسولين ليدعوهم للهداية وكذبوهم، فأرسل لهم رسول ثالث فكذبوه وتآمروا على الرسل الثلاث، وكان فيهم الرجل الصالح فجاء ينصحهم بالإيمان بالله واتباع الرسل وعدم إيذائهم كما قال الله-تعالى-: “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ”، إلا أنهم قتلوه وصار شهيدًا؛ جزاءً على دعوته وموعظته لهم.
تعرف على: موضوع عن الاخلاق