ليلة الاسراء والمعراج، والتي تعد من الأحداث العظيمة في الدعوة الإسلامية، وهى أحد المعجزات التي أيد بها الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن تعريف ليلة الإسراء والمعراج على أنها رحلة ارضيه وانتقال عجيب وغير مألوف لدى البشر تم بقدرة المولى عز وجل، حيث نقل النبي المصطفى من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس، وتأتى هذه الليلة بمثابة مناسبة دينية يحتفل بها سائر المسلمون ويستذكرون فيها ما حدث مع نبي الرحمة.
سبب رحلة الاسراء والمعراج
عندما فقد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب الذي كان يقف دائما بجانبه ويسانده ويدعمه حزن حزنا شديدا وضاقت عليه الأرض، وبعدها توفيت زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها والتي كانت له بمثابة السند والدعم والمساعدة، فنزل جبريل عليه السلام ليخفف عن الرسول ما به من حزن ويصحبه في هذه الرحلة العظيمة، والتي كانت بمثابة تكريم ومؤانسة له في حزنه.
حيث كان الرسول نائما وآتاه جبريل وخرج به ومضى بصحبته حتى وصلوا إلى بيت المقدس ثم أعرجوا إلى السماء، فرأي الرسول مجموعة من الأنبياء وكان منهم سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم السلام، كما رأى الكثير من الأمور، وبعد ذلك عاد إلى مكة، وفى صباح اليوم التالي من هذه الرحلة قام الرسول بالاجتماع بأهل قريش وسرد لهم ما حدث معه فكذبوه إلا قليل منهم.
تاريخ ليلة الاسراء والمعراج
وقعت حادثة الإسراء والمعراج في شهر ربيع الأول من السنة الثانية عشر من الدعوة النبوية، أي قبل هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعام واحد، ولا يزال تاريخ هذه الليلة المباركة محل خلاف بين الكثير من أهل العلم والفقهاء، فهناك من قال أنها حدثت في شهر ربيع الأول، وهناك من ذهب إلى أنها كانت في شهر ربيع الأخر وفى شهر شوال، ويقال أيضا أن ليلة الإسراء والمعراج كانت في الليلة السابعة من شهر ربيع الأول.
فضل ليلة الاسراء والمعراج
إن ليلة الاسراء والمعراج تعد من اعظم الليالي، وهى نقطة تحول في طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاءت لتأكيد صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويمكن تلخيص فضل هذه الليلة العظيمة على النحو التالي:
ليلة الاسراء والمعراج أوضحت مكانة النبي الكريم والتي لم يحظ بها أحدا من أهل السموات والأرض.
صبر الرسول وثباته، فالنبي الكريم كان قدوة في كل حياته في صبره على إيذاء الكفار له وثباته وصبره على فراق أحبته، ولذا كانت هذه الواقعة بمثابة اختبار لصبر المؤمنين وصدقهم في اتباعهم للدعوة الإسلامية، باعتبارها فوق مستوى العقل البشرى.
ثقة الجندي وهو سيدنا أبو بكر الصديق بقائده، فقد كانت ثقة أبو بكر بالنبي الكريم كبيرة جدا ولا تهزها أي حادثة مهما كانت، وقد ثبت أبو بكر في هذا الموقف عندما كذبه الكثير من أهل مكة وارتدوا عن دينهم.
كل الأنبياء يعبدون الله سبحانه وتعالى وهم أخوة ودينهم واحد.
تدل هذه الواقعة على أهمية ومكانة المسجد الأقصى وأهمية المحافظة عليه.
فهرس