المبيدات الحشرية هي مبيدات آفات تُستخدم للقضاء على الحشرات في جميع مراحل نموها.
استخدم الإنسان المبيدات العضوية مُنذ القدم، ثم طورها بعد ذلك لمركبات كيميائية مصنوعة من مخلفات الزيوت المعدنية والبترولية.
المبيدات الحشرية واستخداماتها المتعددة
أصبحت المبيدات الحشرية لا غنى عنها لدى الإنسان حيث توجد اكثر من شركة رش مبيدات بجدة وبجميع مدن المملكة بل فى جميع الدول يستعين بها للتخلص من الحشرات الموجودة في منزله، مزرعته، حديقته، مصنعه، إلخ.
التخلص من الآفات في الحقول الزراعية:
ليس هذا الاستخدام بحديث، فلجوء الإنسان للمبيد الحشري كان قبل الميلاد؛ لجأ إليه السوماريون منذ أكثر من 4500 عام، وعُرف في ذاك الوقت باسم (تراب الكبريت العنصري)، وبعدها استخدم الإنسان الكيماويات السامة مثل الزئبق والزرنيخ والرصاص، وذلك بوضعهم على النبات لقتل الآفات.
في القرن السابع عشر استخدم كبريتات النيكوتين المستخلصة من أوراق التبغ كميد حشري.
أما القرن التاسع عشر انتقل لصناعة الغثنين من مبيدات الآفات الطبيعية، المشتق من جذور النباتات العضوية.
وخلال خمسينات القرن العشرين كانت المبيدات المسيطرة تصنع من الزرنيخ، بعدها ظهر الكلوريات العضوية ومنه الـ (دي دي تي)، إلا أنه تم استبداله من الولايات المتحدة الامريكية بالكبريتات العضوية.
ومنذ ذلك الوقت، تصدرت مركبات (البيرثيرين) المبيدات الحشرية، فأصبحت لها السيطرة في هذا المجال.
المبيدات الحشرية حماية للصحة العامة
تزايدت الأخطار الناجمة من انتشار الحشرات في كل مكان حولنا، فباتت تلك الحشرات الموجودة والمتعايشة مع الإنسان في منزله، مصنعه، مكتبه، مطعمه…تمثل خطر كبير عليه؛ فهي ناقلة للأمراض والأوبئة من ناحية، ومُزعجة له ومُؤرقة لحياته من ناحية أخرى.
ومن هنا كان لازمًا عليه البحث عن حلول فعالة لتلك المشكلات. وبالفعل توصل لاستخدام المبيدات في:
- مكافحة القوارض والفئران والجرذان.
- مكافحة الحشرات الطائرة والزاحفة الضارة مثل: الذباب والبعوض والصراصير.
- استخدامه للمبيدات الكيميائية أثناء حفظه للملابس والسجاد والأغطية.
- مكافحة الطفيليات الخارجية مثل: القمل والجرب وغيرها.
المبيدات الحشرية تحمي الإنتاج الحيواني
مما لا شك فيه ان أماكن تربية الحيوانات تمثل بيئة نشطة لنمو الطفيليات والآفات، والتي بدورها لها تأثير سلبي على الحيوان؛ تسبب له الأمراض الخطيرة، ومنها ما ينتقل للإنسان نتيجة التعامل المباشر معها، ويتم حماية هذه الحيوانات عن طريق:
- رش أماكن تربية الحيوانات للقضاء على الحشرات في مختلف أطوار نموها.
- الرش المباشر على الحيوانات، وتتم هذه العملية من قبل المتخصصين.
مميزات استخدام المبيدات الحشرية
المبيدات الحشرية لها مميزات عديدة:
- حماية الإنسان والحفاظ عليه والتقليل من معاناته.
- إنقاذ حياة الحيوانات، والحفاظ عليه سليمًا.
- طريقة اقتصادية لمكافحة الحشرات، فهي لا تحتاج لأموال كثيرة؛ كونها تعتمد على عمالة قليلة.
- تحسين وزيادة إنتاجية المحصول، فتتوافر بكثرة في الأسواق، ومن ثم حصول المواطنين عليها بأسعار قليلة عند شرائها.
- باستخدامها يتم الحفاظ على المحاصيل الزراعية، وضمان سلامتها، مما يعني تفادي الخسائر الكبيرة للمزارعين ويشرف علي المبيدات التي تستخدم فى الاراضي الزراعية لجنة المبيدات الزراعية لإختيار المبيد المناسب .
- حماية التربة من الأعشاب الضارة التي بدورها تسبب تدهور للتربة، وتقل من خصوبتها.
- المرونة، تتنوع المبيدات الحشرية القادرة على التخلص من الحشرات كافة على اختلاف أنواعها وأشكالها.
- سريعة المفعول وسهلة الاستخدام وتدوم لفترات طويلة.
عيوب المبيدات الحشرية
المبيدات الحشرية تلحق الضرر ليس فقط بالإنسان، ولكن بالبيئة المحيطة به أيضًا، فنتيجة استخدامه لهذه المبيدات أصبح يمثل الجاني والمجني عليه في الوقت نفسه.
أضرارها على الإنسان بالاستنشاق:
تلحق الضرر به جراء استنشاقه لها، فتكون جزيئاتها عبارة عن غازات يحملها الهواء، لتدخل جسم الإنسان بالتنفس.
ومنها ما يسبب التهابات شديدة، وهذه التي تذوب في السائل المخاطي المبطن للجزء العلوي من الجهاز التنفسي.
أما الغازات الغير ذائبة في الماء، فتسبب التهاب الرئة، ومن ثم ارتشاح، وأخيرًا تليف.
والغازات التي تذوب في الدهون تمر من الرئة وتصل إلى الكبد والكلى من خلال مجرى الدم مسببة لهم الامراض الشديدة لذا تحذر جهة مبيدات افات الصحة العامة من إستخدام المبيدات الغير مرخصة والرديئة والتي تسبب العديد من الامراض .
أضرارها على الجهاز الهضمي والجلد:
تدخل إلى الجهاز الهضمي عن طريق أكل الخضار والفواكه الملوثة بهذه المبيدات، وبعدها تنتقل لأعضاء جسم الإنسان من خلال الدم، لتسبب له أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات.
وقد تؤدي بتشوهات الأجنة، من خلال وصولها لمشيمة الام ومن ثم الجنين.
وتضر بالإنزيمات الموجودة بجسم الإنسان لتوقف عملها، ومن ثم إيقاف عمل الجهاز العصبي.
ووقت التعرض لها يُصاب الشخص بضعف عام وغثيان وتعرق ومغص وإسهال وعدم اتزان مع عصبية شديدة.
وتصل للجلد باللمس أو عن طريق الجزيئات العالقة بالملابس، لتصيبه بالتقرحات والبثور.
أضرار المبيدات الحشرية على البيئة:
من أكثر الأشياء ضررًا بالتربة؛ تُفقدها خصوبتها وتُدمرها على المدى الطويل، وتقتل الكائنات الحية النافعة الموجودة بداخلها، ويؤدي هذا لخلل في التوازن البيئي والتنوع الحيوي.
وهناك مبيدات بعينها تعد مواد مسرطنة؛ تمتصها النباتات وتنتقل للإنسان والحيوان بأكله تلك النباتات.
أضرارها على المياه:
تُصاب المياه عند استخدام المبيدات في رش الحشرات الضارة الموجودة داخلها، وتصاب أيضًا مياه الأنهار، نتيجة صرف مخلفات مصانع المبيدات فيها.
يظل الهواء محمل ببعض رزاز هذه المبيدات إلى أن تتساقط الأمطار فتسقطه في المياه لتلوثه.
وبالطبع يلحق الضرر بالثروة السمكية نتيجة تسرب المبيدات لها، مما يلحق ضرر بصحة الإنسان الذي يتغذى عليها، إن لم يكن نفوقها.
وما يلحق بالحيوان، هو نفسه ما يلحق بالأسماك نتيجة شربه لتلك المياه الملوثة.
احتياطات عليك مراعاتها عند استخدامك للمبيدات
- قبل استخدامك للمبيد عليك بقراءة الإرشادات والتعليمات المكتوبة عليه، وتأكد من صلاحيته، والكمية المقررة، وكونه مناسب للآفة التي تريد القضاء عليها.
- لا تستخدم أوعية المبيدات مرة أخرى، وعليك التخلص منها مباشرة فور الانتهاء من الرش.
- عند فتحك للعبوة لا تحاول بأي حال من الأحوال شمها، لتتعرف على مدى قوته وفاعليته.
- لا تخلط مبيدين معًا دون الرجوع للمتخصصين، ولا ترش المبيد أثناء ارتفاع درجات الحرارة، فالوقت المناسب هو الصباح الباكر.
- رش المبيد في اتجاه الريح حتى لا تصاب به، وارتدي المعطف والكمامة الواقية للأنف والنظارة والقفازات.
طرق للحد من أضرار المبيدات
- بالنسبة للتربة الزراعية يتم استخدام المبيد المناسب على البذور أو الشتلات، بدلًا من الرش المباشر على النباتات
- التوقف عن غسل أدوات الرش وعبواته في مياه الأبار، أو إلقائها في المجاري المائية.
- يرجى الامتناع نهائيًا عن استخدام المبيدات الحشرية في المحميات الطبيعية، والتقليل منها أثناء هجرة الطيور.
- لابد من مرور وقت مناسب بين أخر مرة تم فيها رش المحصول، وبين وقت حصاده؛ حفاظًا على صحة الإنسان.
- لا تجعل اعتمادك بالكامل على المبيدات، فلديك مبيدات عضوية طبيعية المصدر مثل الزيوت النباتية التي لا تسبب أي ضرر بالإنسان.
- يمكنك تفعيل واستخدام المكافحة الحيوية، عن طريق تنشيط الأعداء الحيوية التي تتغذى على الآفات الضارة.
- استخدم طرق فيزيائية للتخلص من الحشرات وذلك عن طريق المصائد، أو تغير درجات الحرارة داخل البيوت البلاستكية.
- لابد للقوانين التشريعية أن تأخذ مسارها لتحد من المبيدات وذلك عن طريق:
- عدم السماح باستيراد المبيدات المحرمة دوليًا.
- منع الزراعة في الأماكن الموبوءة، أو نقل الزرع من مكان سليم لتربة سيئة مليئة بالسميات.
- وجود تشريعات قوية تمنع دخول النباتات المصابة والملوثة.
- التوعية للمزارعين وحثهم على استخدام المبيدات الطبيعية.
فهرس