وقت اخراج زكاة الفطر مسألة هامة وجب التنبيه عليها و معرفتها؛ حتى لا تصبح صدقة حال تأديتها في وقت مُخالف.
و تختلف زكاة الفطر عن باقي أنواع الزكاة الأخرى في كونها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال،ففرضت على كل مسلم؛ لتطهير الصائمين و ليس تطهير الأموال كما في زكاة المال، و شرعت عند إتمام الشهر في وقت إفطار الصائمين و من هنا كان السبب في تسميتها بزكاة الفطر.
وقت اخراج زكاة الفطر
وقت اخراج زكاة الفطر مسألة هامة وجب معرفتها حتى لا تتحول إلى صدقة، لأنها محددة الوقت. فعن بن عمر-رضي الله عنهما-قال: ” كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين” [رواه البخاري].
فالوقت المُخصص لها هو من غروب شمس أخر يوم في رمضان لقبل صلاة العيد، أو قبل العيد بيوم أو يومين، و هذا وفقاً للمذهب الحنبلي و المالكي.
و قبل العيد بيوم أو يومين و ليس أكثر من ذلك؛ فهي مُسماه بزكاة الفطر، فتُضاف إلى الفطر، أي قبل صلاة العيد.
أما لو كان وقت اخراج زكاة الفطر في أول الصيام لكانت مُسماة بزكاة الصيام و ليست زكاة الفطر.
و الأحرى هو إخراجها صباح العيد… و أفضل وقت لها قبل صلاة العيد، لقول بن عمر-رضي الله عنهما-:”و أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”.
و حديث بن عباس -رضي الله عنهما-:” من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، و من أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات”.
و قيل هي المقصودة في قول الله-تعالى-: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى” [الأعلى14-15]
وقت اخراج زكاة الفطر و حكمها
لا شك أن زكاة الفطر واجبة على الصغير و الكبير على الذكر والأنثى، فقال عبد الله بن عمرو -رضى الله عنهما-:”فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير”.
فهي واجبة على كل مسلم ، و يُخرجها عن نفسه و أفراد بيته.
قال الشافعي:” كل من دخل عليه شوال و عنده قوته وقوت من يقوته يومه و ما يؤدي به زكاة الفطر عنه و عنهم أدائها عنهم و عنه، و إن لم يكن عندهم إلا ما يؤَدى عن بعضهم أداها عن بعض، و إن لم يكن عنده إلا سوى مؤنه و مؤنتهم يومه فليس عليه و لا على من يقوت عنه زكاة الفطر”
الحكمة من مشروعية زكاة الفطر
بالنسبة للصائمين:
إخراج الصائم للزكاة هو شكر لربه؛ لنعمته عليه من إتمام صيام وقيام الشهر، كما أنها فرضها الله على الصائم لتجبر كل نقص حل به أثناء صيامه من لغو، ورفث، وسباب، و نظر محرم….
و كما قال وعن وكيع بن الجراح: ” زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاة”
بالنسبة للمجتمع:
قال رسول الله” أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم”.
فيوم العيد يوم فرح وسعادة، فينبغي نشر السعادة وإدخال السرور على كل فئات المجتمع خاصةً الفقراء و المساكين، و لن يحدث ذلك إلا إذا أعطاهم إخوانهم من أموالهم و ذلك في وقت اخراج زكاة الفطر؛ و بهذا يصبح المجتمع متماسك يسوده المحبة و الألفة بين أفراده.
و قد روي عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-قال:
“فرض رسول الله-صلى الله عليه وسلم-زكاة الفطر طهرة للصائم من اللهو والرفث و طعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فيه زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.
مقدار زكاة الفطر
تقدر الزكاة بصاع، و الصاع يساوي أربع حفنات بيدي فرد، و هو ما يُعادل ثلاثة كيلو جرامات من القوت المتوفر في بلده.
فيخرج عن الفرد صاع من تمر، أو صاع من زبيب، أو من قمح، أو من شعير، … بما يناسب الحال.
ويجوز وقت اخراج زكاة الفطر أن تكون أموالاً، إذا اقتضت ذلك مصلحة، و هذا قول في مذهب الإمام أحمد.
و في النهاية أختم بقول الله-تعالى-: ” وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكاة”.
فهرس