مصارف الزكاة المعاصرة
لقد أوصانا الخالق عز وجل على إخراج الزكاة في كثير من مواضع الآيات في القران الكريم والتي توضح أهميتها، حيث غالبا ما نجدها تأتي بعد الأيمان بالله والصلاة والعبادة فهي جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم فنجد قوله تعالى في سورة البقرة :
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ .
ولقد حثنّا رسولنا الكريم علية أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث روى عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (حصّنوا أموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء و التضرع.
ولذلك حتى تستقيم أمور العدل في حياتنا الدنيا ويحدث التوافق بين كل من الغنى والفقير لابد وأن يقوم كل مسلم لدية أموال أوأنغام أو حتى محاصيل ومعادن نفيسة أن يقوم بتزكية تلك الأموال وتزكية نفسة وأن يخرج جزء منها لكى يكتمل إيمانه ويرضى الخالق عنه .
مقدار الزكاة
آما بالنسبة لمقدار الزكاة المقرر على الأموال أو الممتلكات اختلف كثير من الفقهاء والعلماء حول النسب الصحيحة لكل منهم على الرغم من ذكر الرسول الحبيب لها في عدة أحاديث ولكن مع أختلاف وتطور الزمن اختلفت أيضآ الممتلكات، فعلى سبيل المثال تجد قديما كثير من الأشخاص يمتلكون عدد كبير من الأغنام والإبل والأبقار ولكن مع التطور في حياة الإنسان المعاصر اختلفت ممتلكاته فأصبحت أموال وسبائك ذهب وفضة ولذلك اختلفت النسب المقررة لها ، ولكن بشكل عام تم تحديد زكاة المال والمعادن التي مرت عليها سنة كاملة دون استخدام بنسبة ثابتة وهى 2,5%
مصارف الزكاة
أما بالنسبة مصارف الزكاة الشرعية لقد ذكرها الله في كتابة الكريم وهى ثمانية مخارج في سورة التوبة حيث قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
وبالتالي كما فهمنا من الآية الكريمة إنها تكون للفقراء من حيث الأولوية سواء كانوا نساء أو رجال غير قادرين على الحركة أو العمل ثم الأيتام والمساكين، وتأتي المرحلة الثانية العاملين عليها أي الذين يقوموا بجمع أموال الزكاة من الأشخاص حتى ولو كان هؤلاء الأشخاص أغنياء وقادرين بالفعل .
والمؤلفة قلوبهم يقصد بها الخالق عز وجل الذين دخلوا في الإسلام حديثا مثلما كان يحدث قديما فذلك من شأنه أن يقرب بين المسلمين بينهم البعض، أما الرقاب المقصود بها هنا العبيد الذين كانوا أسرى حرب أو فقراء لا يملكون حق فك رقبتهم .
مصارف الزكاة أما الغارمين هم من تم سجنهم بسبب الديون أو الحجز على ممتلكاتهم بسبب مرورهم بضائقة مالية وبالتالي تجب عليهم أموال الزكاة ، وفى سبيل الله أي أن تكون في بناء المساجد أو الجهاد في الحروب وشراء المعدات وهكذا ،أما إبن السبيل المقصود بها الذي يمر من مكان لأخر سواء سفر أو هجرة فهو لا يمتلك أي شئ من مأكل أو مشرب ولا سكن وبالتالي تجب علية أموال الزكاة .
مصارف الزكاة المعاصرة
مصارف الزكاة المعاصرة فهي التي اختلفت وظهرت مع تطور المدينة لدى الإنسان فعلى سبيل المثال فلقد اختفت عادة العبيد والأسير ولم وانتشر الإسلام في كثير من بقاع الأرض ولم يصبح هناك حروب فلقد انتشر السلام والأمن وبالتالي أصبحت هناك جهات كثيرة متوفرة من أموال الزكاة فأين يجب أن تذهب ؟
لقد أجاب كثير من العلماء والفقهاء المعاصرين على ذلك السؤال وهو يمكن أن تذهب تلك الأموال للبناء المستشفيات وبناء المدارس ودور العلم ويمكن أن تكون في إطعام الفقراء والمساكين وبالتالي تكون الاستفادة أكبر وأعظم ثوابا وأجرا .
فهرس